للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفضة، وتأتيني برأس ابنِ بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ! لا جمعتْ رأسي ورأسَك مخدةٌ أبدًا.

وبعث ابن زياد بالرأس الكريمة إلى يزيدَ بن معاوية، مع ذلك الرجل المذحجي، فدخل على يزيد، وعنده أبو بريرة الأسلميُّ، فوضع الرأسَ الشريفةَ بين يديه، فجعل يزيدُ ينكث ثنايا الحسين - رضي الله عنه - بقضيب كان في يده، ويقول:

نُفَلِّقُ هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَعِزَّةٍ ... عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا

فقال له أبو بريرة: ارفعْ قضيبك، فوالله! لربما رأيتُ فا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على فيه وهو يقبِّله.

وفي رواية: أنه قال له: ثكلتك أمُّك يا يزيدُ! أتنكثُ ثنايا طالما قَبَّلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ !

وروي: أن الفاعل لذلك عبيد الله بن زياد لما جاء إليه رأس الحسين، جعل يقرع فم الحسين بقضيب في يده، فقال له زيدُ بنُ أرقم: ارفعْ هذا القضيبَ، فوالذي لا إله غيرُه! لقد رأيتُ شفتَي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على هاتين الشفتين، ثم بكى.

وبعث ابن زياد بالرأس، وبالنساء والأطفال إلى يزيد بن معاوية، فوضع يزيد رأس الحسين بين يديه، واستحضر النساء والأطفال، ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم، وأن يبعث أمينًا معهم يوصلهم