وكان في جنب الجامع كنيسة قد سلمت للنصارى، بسبب أنها في نصف البلد الذي أُخذ بالصلح، وكانت تعرف بكنيسة مار يوحنا (١)، فهدمها الوليد، وأدخلها في الجامع، وكان بناء الجامع في سنة ثمان وثمانين من الهجرة.
والوليد أولُ من اتخذ البيمارستان للمرضى، ودار الضيافة، وبنى الأميال في الطرقات، ووضع المنابر، وولى ابنَ عمه عمرَ بنَ عبد العزيز المدينةَ، فقدمها، ونزل في دار جدِّه مروان، ودعا عشرة من فقهاء المدينة، وهم: عروة بن الزبير بن العوام، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن سلمان، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وسالم بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه -، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد، فقال لهم عمر بن عبد العزيز: أريد أن لا أقطع أمرًا إلا برأيكم، فما علمتم من تعدي عامل، أو من ظُلامة، فعرِّفوني به، فجزوه خيرًا.
ثم في سنة سبع وثمانين: كتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز يأمره بهدم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهدم بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يُدخل البيوت في المسجد، بحيث تصير مساحة المسجد مئتي ذراع في مئتي