قال سُفيان الثوري: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز.
وقال أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -: يُروى في الحديث: "أنَّ اللهَ تعالى يَبْعَثُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِئَةِ عَامٍ مَنْ يُصَحِّحُ لِهَذهِ الأُمَّةِ دِينَهَا"(١)، فنظرنا في المئة الأولى، فإذا هو عمر بن عبد العزيز.
وكان - رضي الله عنه - أسمر نحيفًا، حسن الوجه واللحية، في وجهه شَجَّة، يقال له: أَشَجُّ بني أمية، ضربَتْه دابةٌ في وجهه.
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: من ولدي رجلٌ بوجهِه شَجَّةٌ، يملأ الأرضَ عدلًا.
ولما ولي - رضي الله عنه -، أُتِيَ بمركب الخلافة، فقال: دابتي أوفقُ، وركب دابته، وصرفَ تلك الدواب، ولبس ثياب الصوف والقطن، وصرفَ عمال مَنْ كان قبله من بني أمية، وولَّى أصلحَ مَنْ قَدَرَ عليه، فسلك عمالُه طريقته.
وكان يردُّ المظالم إلى أهلها، وأمرَ بوضعِ المكسِ من كل أرض.
(١) رواه أبو داود (٤٢٩١)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٥٢٧)، والحاكم في "المستدرك" (٨٥٩٢)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.