وكان يغسل ثيابه، فما يخرج حتى تنشف؛ لأنه لم يكن له غيرُها، وما أحدث بناءً منذ ولي.
وكانت فاطمةُ بنتُ الحسن تثني على عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، وتقول: لو كان لنا عمرُ بنُ عبد العزيز، ما احتجنا بعده إلى أحد.
وكان - رضي الله عنه - محمودَ السيرة، ولم يكن بعد الخلفاء الأربعة إلى أيامه مثلُه.
وكان - رضي الله عنه - قد قسَّم عمره على ثلاثة أقسام: فيوم للقضاء، ويوم لأهله، ويوم لحوائج الناس، والليل للعبادة.
وكان إذا جَنَّه الليل، لبس جبة صوف، ووضع الغُلَّ في عنقه، والقيدَ في رجله، ونادى: يا رب! هذا عذاب الدنيا، فكيف عذابُ الآخرة؟ !
وأحواله - رضي الله عنه - وفضائلُه غير محصورة.
ولما مرض - رضي الله عنه - مرضَ موته، قالت زوجته: لما اشتد عليه المرض، سهرنا معه ليلة، فلما أصبحنا، أمرتُ وصيفًا لنا - يسمَّى فريدًا - أن يكون عنده، فإن كانت له حاجة، قضاها له، ونمنا، فلما كان الفجر، توجهت إليه، فرأيت فريدًا خارجا من عنده، فقلت: ما أخرجك؟ قال: هو أخرجني، وقال لي: إني أرى شيئًا، ما هو بإنس ولا جان، وسمعته يقرأ:{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص: ٨٣]، فدخلت عليه، فوجدته قد مات، بعد أن وجَّه