للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسَه إلى القبلة - رحمه الله -.

ودام مرضُه الذي توفِّي فيه عشرين يومًا.

وقيل له: من توصي بأهلك؟ فقال: إن وَلِيِّيَ فيهم الذي نَزَّل الكتابَ، وهو يتولى الصالحين.

وكانت وفاته بدير سمعان، من أعمال حمص، يوم الجمعة، لخمس بقين من رجب، سنة إحدى ومئة، وقبره هناك يزار ويُتبرَّك به، وهو قريب من معرة النعمان، ولم يعرض له كما عرض لقبور بني أمية.

وكان موته بالسُّم عند أكثر أهل النقل؛ فإن بني أمية علموا أنه إن امتدت أيامه، أخرج الأمرَ من أيديهم، وأنه لا يعهَد بعده إلا لمن يُصلح الأمر، فعاجَلوه، وما أمهلوه.

وكان مولدُه بمصر - على ما قيل - سنة إحدى وستين، وكان عمره أربعين سنة، وشهرًا.

وكان متحريًا سيرة الخلفاء الراشدين، وأوصى أن يُدفن معه شيء كان عنده من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأظفار من أظفاره، وقال: إذا متُّ، فاجعلوه في كفني، ففعلوا ذلك.

وعن يوسفَ بن ماهك، قال: بينما نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز، إذ سقط علينا رَقٌّ من السماء فيه مكتوب:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.

رضي الله عنه وأرضاه، وجعل مثواه الجنة.