للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة، منتصف ذي الحجة، في السنة الثانية والأربعين بعد المئتين، وعمره ثلاث وثلاثون سنة - رحمه الله، وعفا عنه -.

وكان من وزراء المأمون: الحسن بن سهل السَّرخسي، وَزَر له بعد أخيه ذي الرياستين الفضل بن سهل، وحظي عند المأمون، وتزوج المأمون ابنتَه بوران، وولاه المأمون جميعَ البلاد التي افتتحها طاهرُ بن الحسين، وكان عالي الهمة، كثير العطايا للشعراء وغيرهم، وكان الحسن أحدَ الأجواد، وقيل: إنه أنفق في وليمة ابنته بوران - حين تزوج بها المأمون - أموالًا تجلُّ عن الوصف، وأوقد الحسن بن سهل للمأمون ليلة دخوله على ابنته بوران شمعة من عنبر، وزنها أربعون مَنًّا، في شمعدان من ذهب، وكان العرس في شهر رمضان، سنة عشر ومئتين.

وعاشت بوران بعد المأمون إلى سنة إحدى وسبعين ومئتين، فتوفيت وعمرها ثمانون سنة، وكانت قيمة بعلم النجوم والحساب - رحمها الله تعالى -.

وكان من ندماء المأمون: إسحاقُ بن إبراهيم الموصلي النديم، وكان نديمًا للرشيد قبل المأمون.

غزا المأمون الروم، وفتح منها حصونًا وقلاعًا، وكان أمره نافذًا من إفريقية الغرب إلى أقصى خراسان ووراء النهر.

وفي أيامه جاء سيل بمكة حتى بلغ الماءُ الحجر والباب، وهدم ألف دار، ومات نحو من ألف إنسان.

ومات سفيان بن عُيينة، ومعروف الكرخي في أيامه، وتوفي