للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أبيض اللون، حسن الوجه، مربوعًا، طويل اللحية، شديد البدن، يحمل ألف رطل، ويمشي بها خطوات.

بويع له يوم مات المأمون أخوه، وكان بطرسوس، ثم قدم إلى بغداد، غُرَّة شهر رمضان، سنة ثماني عشرة ومئتين.

وكان شجاعًا، مقدامًا، فارسًا، بطلًا، صنديدًا، وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب.

وفتح عَمُّوريَّة في شهر رمضان، سنة ثلاث وعشرين ومئتين، لما بلغه أن الروم خرجت، فنزلت زِبَطْرَةَ، فتوجَّه المعتصم إليهم بنفسه، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفًا، وأسر ثلاثين ألفًا.

وكان بلغَه أن صاحب عمورية أسرَ امرأة من المسلمين هاشميةً، فنادت: وامعتصماه! فقال ملك عمورية: ما يأتيك المعتصم إلا على أبلق، فلما بلغ المعتصمَ ذلك، سار إليها في سبعين ألف أبلق، فلما فتحها، ودخل من بابها، نادى: لبيكِ أيتها المنادية، فقَتَلَ من قتَل، وأسَرَ من أَسَر.

ومن كرمه: أنه أقطع شاعرًا مدينةَ الموصل، وهذا شيء لم يتقدمه فيه أحد من الأوائل، وبنى المعتصم مدينة سُرَّ مَنْ رأى، أنفق على جامعها خمس مئة ألف دينار، وانتقل إليها، وجعلها مقر خلافته، وسميت بهذا الاسم؛ لأنه لما انتقل إليها بأهله وعساكره، سُرَّ كلُّ واحد منهم برؤيتها.

وكان السبب في بنائها: شكوى العامة إليه الجند من النزول عليهم