للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في مساكنهم، وتولعهم بحَرَم الناس وأولادهم، فبُنيت في أسرع وقت، وارتحل من بغداد إليها.

واتسع ملك المعتصم جدًا، حتى صار له سبعون ألفَ مملوك سوى الأحرار، ومن الخيل ما لا يحصى.

وهو الذي امتحنَ الإمامَ أحمدَ بن حنبل - رضي الله عنه - في القول بخلق القرآن، فقال له الإمام أحمد: أنا رجل علمت علمًا، ولم أعلم فيه هذا، فأحضر له الفقهاء والقضاة، فناظروه، فامتنع من أن يقول بقولهم، فضربه المعتصم، وحبسه.

وكان مدة حبسه ثمانية وعشرين شهرًا، وبقي إلى أن مات المعتصم، فلما ولي الواثق، أَمَرَهُ أن لا يخرج من بيته، إلى أن أخرجه المتوكل، وأحسن إليه.

وكانت محنة الإمام أحمد - رضي الله عنه - في سنة ثمان عشرة ومئتين.

وكان من وزراء المعتصم: محمد بن عبد الملك الزيات، ثم كان وزيرَ الواثق بعده، ثم إن المتوكل غضب عليه، وقتله، وكان سبب وزارته: أنه ورد على المعتصم كتابٌ من بعض العمال، وفيه ذكر الكلأ، فقرأه الوزير أحمدُ بن عمار على المعتصم، فقال له: ما الكلأ؟ قال: لا أعلم، فقال المعتصم: لا حول ولا قوة إلا بالله، خليفةٌ أُميٌّ، ووزير عاميٌّ، انظروا مَنْ بالباب، فوجدوا ابنَ الزيات، فأدخلوه إليه، فقال له: ما الكلأ؟ قال: العشب على الإطلاق، فإن كان رطبًا، فهو كلأ، وإن كان يابسًا،