للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقع طائر أبيضُ دونَ الرخمة، وفوقَ الغراب بحلبَ، فصاح: يا معشر الناس! اتقوا الله الله الله، حتى صاح أربعين صوتًا، ثم طار، وجاء من الغد، فصاح أربعين صوتًا.

ومات إنسان في بعض كور الأهواز، فسقط طائر أبيض على نعشه، فصاح بالفارسية: إن الله قد غفر لهذا الميت، ولمن شهد جنازته.

وزلزلت بلاد المغرب، حتى تهدمت الحصون والقناطر، فأمر المتوكل بتفرقة ثلاثة آلاف ألف في اللذين أُصيبت منازلهم، وكل ذلك بأمر الله وقضائه وقدره، ولا رادَّ لأمره، ولا مُعَقِّب لحكمه.

وفي السنة الخامسة والثلاثين بعد المئتين: أمر المتوكل على الله أهلَ الذمة أن يتميزوا عن المسلمين، في لباسهم وعمائمهم، وفي دخولهم الحمام بالجلاجل، وأن لا يركبوا الخيل ولا يسرج، ونهى أن يُستعملوا في الدواوين، وأن لا تتعلم أولادهم في مكاتب المسلمين، وأن تسوَّى قبورُهم بالأرض.

وفي أيامه حجَّت شجاع، وفعلت الخير الجزيل.

وفي السنة الحادية والأربعين: في أيامه توفي الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -، وكان قد امتُحن بالقول بخلق القرآن، فلم يجب إلى ذلك، وذلك أن المأمون كان اجتمع عليه جماعة من المعتزلة، فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القولَ بخلق القرآن، واتفق خروجُ المأمون إلى طرسوس لغزو بلاد الروم، فعنّ له أن كتبَ إلى نائب بغداد إسحاقَ ابن إبراهيم بن مصعب، أمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن،