للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوقاف لجماعة من المسلمين، وتتابع إسلامُ جماعة من النصارى.

وفي هذه السنة نهى عن تقبيل الأرض له، وعن الدعاء والصلاة عليه في الخطبة، والمكاتبات، وأن يُجعل ذلك السلامُ لأمير المؤمنين.

وفي سنة أربع وأربع مئة: أمر أن لا ينجَّم أحد، ولا يتكلَّم في صناعة النجوم، وأن يُنفى المنجِّمون من البلاد، فحضر جمعُهم إلى القاضي مالك بن سعد الحاكم كان، وعقد عليهم توبة، وأُعفوا من النفي، وكذلك أصحابُ الغناء.

وفي (١) هذه السنة منع النساء من الخروج إلى الطرقات ليلاً ونهاراً، ومنع الأساكفةَ عملَ الأخفاف للنساء، ومُحيت صورة النساء من الحمامات، ولم يزلن ممنوعات من الخروج إلى أيام ولده الظاهر، وكانت مدة منعهن سبعَ سنين، وسبعة أشهر.

وفي شعبان سنة إحدى عشرة وأربع مئة تنصَّر جماعة ممن كان أسلم، وأمر ببناء ما هدم من كنائسهم، وردَّ ما كان أُخذ من آلاتها.

وكان الحاكم جالساً في مجلسه العام، وهو حَفِل بأعيان الدولة، فقرأ بعض الحاضرين قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، والقارئ في أثناء ذلك كله يشير بيده إلى الحاكم، فلما فرغ، قرأ شخص يعرف بابن المشجر، وكان رجلاً صالحاً قولَه


(١) في الأصل: "من".