للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيركوه على عادته، فلم يجده في المخيم، وكان قد مضى لزيارة قبر الشافعي - رضي الله عنه -، فلقي صلاحُ الدين وجرديكُ شاورَ، وأعلماه برواح شيركوه إلى زيارة الشافعي، فساروا جميعاً إلى شيركوه، فوثب صلاح الدين وجرديك ومَنْ معهما على شاوَرَ، وألقوه إلى الأرض عن فرسه، وأمسكوه في سابع عشر ربيع الآخر، سنة أربع وستين وخمس مئة، فهرب أصحابه عنه، وأرسلوا أعلموا شيركوه بما فعلوه، فحضر، ولم يمكنه إلا تمام ذلك.

وسمع العاضد الخبر، فأرسل إلى شيركوه يطلب منه إنفاذ رأس شاور، فقتله، وأرسل رأسه إلى العاضد، ودخل بعد ذلك شيركوه إلى القصر عند العاضد، فخلع عليه خِلَعَ الوزارة.

ولُقِّب: الملكَ المنصورَ أميرَ الجيوش، وسار بالخلع إلى دار الوزارة، وهي التي كان فيها شاوَرُ، واستقر في الأمر، وكُتب له منشور بالإنشاء الفاضلي، أوله - بعد البسملة -: من عبد الله ووليه أبي محمد الإمامِ العاضدِ لدين الله أميرِ المؤمنين إلى السيد الأجلِّ الملكِ المنصورِ سلطانِ الجيوش، وليِّ الأئمة، مجيرِ الأمة أسدِ الدين أبي الحارث شيركوه العاضدي - عَضَدَ الله به الدين، وأمتعَ ببقائه أمير المؤمنين، وأدام قدرته، وأعلى كلمته -.

سلام عليك؛ فإنا نحمد إليك اللهَ الذي لا إله إلا هو، ونسأله أن يصلي على محمد خاتم النبيين، وسيّد المرسلين، وعلى آله الطاهرين، والأئمة المهديين، وسلَّم تسليماً كثيراً.