وخمس مئة، وأمر ببناء السور على مصر والقاهرة، والقلعة التي على جبل المقطَّم، ودور ذلك تسعة وعشرون ألف ذراع، وثلاث مئة ذراع بالذراع الهاشمي، ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين.
وفي هذه السنة أمر صلاح الدين ببناء المدرسة التي على قبر الشافعي بالقرافة بمصر، وعمل بالقاهرة بيمارستان (١).
وفي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة: في جمادى الأولى، سار السلطان صلاح الدين من مصر إلى ساحل الشام لغزو الفرنج، فوصل إلى عسقلان في الرابع والعشرين من الشهر، فنهب، وتفرق عسكره في الإغارة، وبقي السلطان في بعض العسكر، فلم يشعر إلا بالفرنج قد طلعت عليه، فقاتلهم أشدَّ قتال، فمضى منهزماً إلى مصر على البرية، وأخذت الفرنج العسكر الذين تفرقوا، وأُسر الفقيه عيسى، وكان من أكبر أصحاب السلطان صلاح الدين، فافتداه من الأسر بعد سنتين بستين ألف دينار، ووصل السلطان إلى القاهرة في نصف جمادى الآخرة.
وسار الفرنج، وحصروا حماة في جمادى الأولى، وطمعوا بسبب بُعد السلطان بمصر وهزيمته، ثم جد المسلمون في القتال حتى رحل الفرنج من مدينة حماة.
وفي سنة سبع وسبعين وخمس مئة: توفي الملك الصالح إسماعيل ابن نور الدين صاحبُ حلب، وأوصى بملك حلب إلى عمه عز الدين