للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عجيب الاتفاق: أن محيي الدين بن الزكي قاضي دمشق مدح السلطان بقصيدة، منها:

وَفَتْحُكُمْ حَلَباً بِالسَّيْفِ فِي صفَرٍ ... مُبَشّرٌ بِفُتُوحِ القُدْسِ فِي رَجَبِ

فكان فتحُ القدس في رجب، سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

ولما فرغ السلطان من تقرير أمر حلب، جعل فيها ولدَه الملكَ الظاهر غازي.

ثم تجهز إلى الكرك، وأرسل إلى نائبه بمصر، وهو أخوه الملك العادل أبو بكر أن يلاقيه إلى الكرك، فسار إليها، ثم رحل عنها في منتصف شعبان.

وأرسل السلطانُ ابنَ أخيه الملكَ المظفر تقيَّ الدين عمر إلى مصر نائبا عنه موضعَ الملك العادل، وأعطى أخاه أبا بكر العادلَ مدينة حلب وقلعتَها وأعمالها، وأحضر ولده الظاهر منها إلى دمشق.

ثم في سنة ثمانين وخمس مئة: غزا السلطان الكَرَك، وضيَّق على من به، وملك رَبَضَ الكرك، وبقيت القلعة، وحصل بين المسلمين والفرنج القتال، فرحل عنها، وسار إلى نابلس، وأحرقها، ونهب ما بتلك النواحي، وقتل وأسر وسبى، وعاد إلى دمشق.

وفي سنة إحدى ثمانين وخمس مئة: ملك السلطان صلاح الدين مَيَّا فارقين.