للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القتال، ونصر الله المسلمين، وأحدقوا بالفرنج من كل ناحية، وأبادهم قتلاً وأسراً، وما أصيب الفرنج من حين خرجوا إلى الشام في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة وإلى الآن بمصيبة مثل هذه الوقعة.

ثم عاد السلطان إلى طبرية، وفتح قلعتها بالأمان، ثم فتح عكا بالأمان، ثم أرسل أخاه الملك العادل، فنازل مجدل يابا (١)، وفتحها عنوة بالسيف، ثم فرق السلطان عسكره، ففتحوا الناصرة، وقيسارية، وحيفا، وصفورية، ومعلثا، والفُولة، وغيرها من البلاد، وغنموا وقتلوا وأسروا.

وأرسل فرقة إلى نابلس، فملكوا قلعتها بالأمان.

ثم أرسل الملك العادل إلى يافا، وفتحها عنوة بالسيف، ثم سار إلى صيدا، فأخلاها صاحبُها، وتسلمها السلطان ساعةَ وصوله، لتسع بقين من جمادى الأولى.

ثم سار إلى بيروت، فحصرها، وتسلَّمها في التاسع والعشرين (٢) جمادى الأولى بالأمان، وتسلم جبيل، وأطلق صاحبَها، ولم تك عاقبةُ إطلاقه حميدة؛ فإنه كان من أعظم الفرنج، وأشدِّهم عداوة للمسلمين.

ثم سار السلطان إلى عسقلان، وحاصرها أربعة عشر يوماً، وتسلمها بالأمان سلخ جمادى الآخرة.


(١) في الأصل: "مجد اليابا".
(٢) في الأصل: "تاسع عشرين".