فأجيب إلى ذلك، وكتب له مرسوماً شريفاً بما استقر عليه، من جملة ألفاظه: أن يستقر بيده حماة، وبارِين بجميع حدودهما، وما هو منسوب إليها من بلاد وضياع، وقرايا وجهات، وأموال ومعاملات، وغير ذلك مما ينسب إلى هذين الإقليمين، ويدخل في حكمهما، يتصرف في الجميع كيف يشاء، من تولية (١)، وإقطاع إقطاعات الأمراء والجند، وغيرهم من المستخدمين من أرباب الوظائف، وترتيب القضاة والخطباء وغيرهم، ويكتب بذلك مناشير وتواقيع من جهته، ويجري في ذلك على عادة الملك المظفر صاحب حماة رحمه الله تعالى.
مؤرخ ذلك في تاسع عشر المحرم، سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.
وتوفي الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل صاحب حماة في ثامن عشر المحرم، سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ومولده في بكرة السبت، سابم جمادى الأولى، سنة اثنتين وسبعين وست مئة.
وكان فيه مكارم أخلاق وفضيلة؛ من فقه وطب وغير ذلك، ونظم "الحاوي" في الفقه، وصنف التاريخ المشهور المسمى بـ "المختصر في أخبار البشر" ومصنفات غيرِه - رحمه الله، وعفا عنه -.
وقد انتهى ما اخترنا ذكره من أخبار بني أيوب ملوكِ المملكة الشامية وغيرها.