عيون مملكته إليه مُتَشَوِّفة، والسلطنة لمواعيد ملكه مسخرة، والأقدار إلى أن يبلغ الكتاب أجله مسوّفه، ولسان الحال يتلو في ضمير الغيب:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}[آل عمران: ٢٦]، إلى أن أظهر الله ما في غيبه المكنون، وأنجز له في أيامنا الوعود وصدق الظنون، وشيده الله منه بأرفع عماد، ووصل ملكه بملك أسلافه، وسيبقى في عقبه - إن شاء الله تعالى - إلى يوم التناد، فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري، لا زالت الممالك من عطائه، والملوك تسري من ظل كنفه تحت مسبول غطائه، أن يستقر في يد المقام العالي العمادي المشار إليه جميع المملكة الحموية وبلادها وأعمالها، وما هو منسوب إليها، ومناشيرها التي يعرضها قلمه وقسمه، ومنابرها التي يذكر فيها اسم الله تعالى واسمه، وكثيرها وقليلها، وحقيرها وجليلها، على عادة الشهيد المظفر تقي الدين محمود إلى حين وفاته.
ومنه: وقلدناه ذلك تقليداً، تضمَّن للنعمة تخليداً، وللسعادة تجديداً.
ومنه في آخره: والله يؤهل بالنصر مغناه، ويجمل ببقائه صورة دهر هو معناه، والاعتماد على الخط الشريف أعلاه.
كتب في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، حسب المرسوم الشريف.
الحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ثم سار الملك المؤيد في إخراج المعرة عنه، وأن يُعفى منها،