للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مخبره بجملة كثيرة، وكان في نفسه من قتلِه رُسُلَه، ومن أَخْذِ ابن عثمان سيواس وملطية، وأَخْذِ السلطان أحمد بغداد.

فقصد بلاد الشام، ومعه من العساكر ما لا يحصى، فحضر إلى مصر مملوكُ نائب الشام، وأخبر بأن تمرلنك وصل إلى سيواس، وأن علي بن أبي يزيد بن عثمان صاحب الروم توجه هو وقرا يوسف بن قرا محمد، وأحمد بن إدريس إلى برصا، وتركوا البلاد له، فأخذ سيواس، وقتل من أهلها خلقًا كثيرًا.

ثم تتابعت الأخبار بأن أوائل عسكر تمرلنك وصل إلى عَيْنتاب، فاستدعى السلطانُ فرج ابن الملك الظاهر برقوق الخليفةَ والقضاة، وحضر أعيانُ الأمراء وأرباب الدولة، وذكر أن تمرلنك أخذ سيواس، وأن مقدمته وصل إلى مَرْعَش وعينتاب، والقصد أن يؤخذ من التجار ما يُستعان به على النفقة في الجيوش.

فقال القاضي كمال الدين: أنتم أصحاب اليد، وليس لكم معارض فيما تفعلوه، وإن كان القصد الفتوى، فلا يجوز لنا أن نفتي بذلك، وهؤلاء فقراء، وَيدْعون للعساكر، ومتى أُخذ منهم شيء، تشوّشوا، ودَعَوا على الجيش، فقيل: نصيب الأوقاف نأخذه، ونستخدم به الأجناد البطالة.

فتكلم القاضي كمال الدين - أيضًا - كلامًا نافعًا، وجرى بينهم كلام كثير، وحاصل الأمر أنهم اتفقوا على إرسال الأمير أسنبغا الدوادار؛ لكشف الأخبار، وتجهيز الجيوش الشامية لملاقاة من يأتي من جهة