للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تمرلنك، ويمنعوهم من تعدية الفرات.

وأما أهل دمشق، فإنهم وطنوا على أهل الصالحية والقبيبات والقابون.

وفي [ ... ] منها، وصل الأمير أسنبغا إلى دمشق بأن تتجهز العساكر إلى بلاد الشمال، وعلى يده كتاب إلى الرعية بالقيام على تمرلنك، والتأهُّب لقتاله، وأنه بلغنا ما فعل بالمسلمين من القتل والأسر ودفن الأحياء، وأنا واصلون عقيب ذلك، فقرئ بالجامع على الناس بحضور القضاة والعلماء وحاجب الحجاب.

وفيه وصل إلى دمشق من حلب رسولُ تمرلنك، ومعه كتاب منه افتتحه بعد التسمية، وذكر أسماء المشايخ والأمراء والقضاة: يعلمون أنَّا قصدنا عام أول المجيء لأخذ القصاص ممن قتل رُسُلَنا بالرحبة، فلما وصلنا إلى بغداد، وبلغنا موته - يعني: الظاهر -، فرجعنا، وقصدنا الهند لمَّا بَلَغَنا عنهم ما ارتكبوه من الفساد، فأظفرنا الله بهم، ثم قصدنا الكُرُج، فقتلناهم كذلك، ثم قصدنا لمّا بلغنا قلةُ عقل هذا الصبي أبي يزيد - يعنى: ابن عثمان - أن نُفَرِّك باذنه، ففعلنا بسيواس وبلادها ما بلغكم، ثم قصدنا بلاد مصر؛ لنضرب بها السكة، ويُذكر اسمُنا بها في الخطبة، ثم نرجع بعد أن نفني سلطان مصر منها.

وقال: إنا أرسلنا إليكم عدة كتب، ولم (١) ترسلوا لنا جوابًا، ونحن


(١) في الأصل: "لا".