للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعلم أنها تصل إليكم، فأرسلوا الجواب من كل بُدّ. هذا معنى الكتاب.

[ .... ] منها وصل إلى دمشق كُتُب النواب ورُسلهم مُجِدِّين إلى مصر، وأخبروا بأن تمرلنك نزل على قلعة بهسنا، وجاوزها إلى جهة حلب.

وفي يوم السبت حادي عشره كانت الوقعة، وكانوا قبل ذلك قد اقتتلوا يوم الخميس، وكان مع عسكر الشام عوام كثيرة مشاة، فانتصفوا منهم، وقاتلوهم يوم الجمعة، فقتلوا منهم وأسروا، فلما كان يوم السبت، اقتتلوا يدًا واحدة، وحملوا على العسكر، فاقتتلوا يسيرًا، وولَّوا الأدبار، ورجع العسكر إلى البلد، ودخل أولهم في آثارهم البلد، وكان العسكر لما رجعوا، داسوا مَنْ قُدَّامَهم من المشاة، وصعِد النواب والأعيان القلعة، ومنهم من لم يدرك، فدُلّيت لهم الحبال من السور، ومنهم من هرب راجعًا على وجهه لا يدري أين يذهب، ولما دَخل التتار البلد، أخذوا في النهب والحريق والأسر، وصار من هرب من العسكر يجييئون في أسوأ حال؛ قد نقبت أقدامهم من المشي، وأُخذت ثيابهم، ودخلوا البلد على هذه الحالة.

وقال بعضهم: ورأيت في تواريخ المصريين: أنه وصل أقبعا دوادار الأمير أسنبغا الدوادار، وأخبر بأن تمرلنك ترك على الباب حراسًا، وأن نائب طرابلس خرج، ومعه نحو سبع مئة فارس، فخرج إليه من عسكر تمرلنك تقدير ثلاثة آلاف فارس، فرموا عليهم بالنشاب، فأخذوه في طوارقهم، وزحفوا عليهم، فرجعوا القهقرى إلى مَدًى بعيد، ثم إن أحد