للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرسان من الشاميين برز بين الصفين، فخرج إليه واحد من التتار وعليه زردبة، واعترك الفارسان ساعة على الخيل إلى أن وقعا على الأرض، فحمل العساكر الشامية، فقتلوا التتري، وخلَّصوا صاحبهم، فحمل التتر، واعتركوا هم وإياهم، فقبضوا من التتر أربعة أنفس، ورجعت كل طائفة إلى مكانها، وربطوا التتر الأربعة، وعلقوهم.

وأخبر بعضُ من حضر الوقعة: أن الأمير أزدمر أخا أينال اليوسفي، وولده أشبك حملا في عسكر التتار، وشوهد من شجاعتهما وقوتهما وصبرهما أمر عظيم، حتى قيل: إنهما وصلا إلى قريب من مكان تمرلنك.

فأما الأمير أزدمر، ففُقد، ولم يُعلم خبره، وأما ولده، فإنه أبلى فيهم بلاء عظيمًا، ولما أُثخن بالجراحات، وقع إلى الأرض، وفيه ستة وثلاثون ضربة.

ولما انقضت الحرب، أُخبر تمرلنك بمكان أشبك بن أزدمر، فأمر بإحضاره، فوجدوه وقد أشرف على الموت، فأمر بملاطفته ومداواة جراحاته، فلما برئ، قَرَّبه تمرلنك، وأدناه؛ لما رأى من شجاعته، واشتهر عنده وعند جماعته، ثم إنه هرب منه، ورجع إلى الشام، ووصل إلى مصر.

وكان لما نزل تمرلنك عينتاب، أرسل إلى دمرداش نائب حلب يَعِدُه بالاستمرار على نيابته، ويأمره بمسك نائب الشام، فقدِم الرسول إلى حلب، وأحضر بين يدي نواب البلاد، وكان معهم من العساكر نحو ثلاثة