للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لواحد من أمراء التتار، ودخلوا يعاقبون الناس لاستخلاص ما في أيديهم، وذلك في [ ... ]، وكان نائب الشام قد نزل بالجامع، وانتهك هو وجماعته حرمته، وفعل فيه ما لا يفعل في الكنائس، وأغلقوا أبوابه غيرَ باب الزيادة، يخرج فيه ويدخل.

وفي يوم الأربعاء آخر رجب عمَّ الحريق والأسر والنهب، وكان تسليم القلعة إلى تمرلنك يوم الخميس ثاني عشر جمادى الآخرة، ولم تقم الجمعة في الجامع الأموي إلا مرة واحدة، وهي الجمعة الأولى من استيلاء التتار على البلد، ثم نزل فيه نائب الشام، وفي أوائل مقامه بالجامع أُقيمت جمعتان في شمالي الجامع، شهدهما القليل من الناس، ثم تعطلت الجمعة بعد ذلك من الجامع، وكان أهل القلعة سلموا بأمان بعد تسعة وعشرين يومًا من الاستيلاء على البلد.

وفي يوم سلخ رجب دخل البلد من عسكر التتار خلق لا يحصى عددهم، فنهبوا ما بقي من المتاع، وسبوا النساء والصبيان، وأسروا الرجال، وألقوا الأطفال، وأضرموا في البلد النار، واستمروا على ذلك ثلاثة أيام، ورحلوا، وكانوا قد وصلوا إلى بلاد أذرعات، وحاولوها إلى طرف بلاد السواد، ووصلوا إلى جبل بني هلال، وحاصروا الناس في الحصون والمحامي، وهلك في المحامي من الحراس نحو أربع مئة وخمسين نفسًا، وبموضع آخر خلق، وأخذوا الدواب والخبايا.

وجاء مماليك السلطان الذين تأخروا عنه إلى مصر جماعةً بعد جماعة، حفاةً عراة، وجاء منهم جماعة في البحر من السواحل، وكان