معلى الحنبلي وفي أيام قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله البغدادي، ثم استقر في وظيفة قضاء القضاة بالديار المصرية، عوضًا عن قاضي القضاة بدر الدين البغدادي الحنبلي بعد وفاته في أوائل دولة الأشرف أينال، في جمادى الأولى، سنة سبع وخمسين وثمان مئة.
وكان ورعًا زاهداً، وباشر بعفَّة، وعلت كلمته، وعظُم أمره عند السلطان وأركان الدولة والرعية، وكانت له هيبة ووقار.
توفي إلى رحمة الله تعالى في مستهل جمادى الآخرة، سنة ست وسبعين وثمان مئة، وعين السلطان [على] القضاء [في] الديار المصرية قاضيَ القضاة برهانَ الدين بنَ مفلح الحنبليَّ بدمشق، فلم يقدر له بالحضور، واستمر منصبُ الحنابلة شاغراً نحو خمسة أشهر، ثم استقر فيه قاضي القضاة بدر الدين محمَّد السعدي الحنبلي، يوم خَتْم البخاري بالقلعة المنصورة، في يوم الأحد، ثامن عشري رمضان المعظَّم سنة ست وسبعين وثمان مئة، وسلك في مباشرته طريقة شيخه قاضي القضاة عز الدين؛ من العفة، والتوقف في الأمور، وعدم التجاوز في ثبوت الإجارات الطوال، وعدم بيع الأوقاف، مقتدياً بشيخه المشار إليه - كما يأتي في ترجمته -.
* * *
٩٢ - شهاب الدين أحمد بن حسين، الحسنيُّ المالكيّ الأرميونيُّ، خليفةُ الحكم العزيز بالديار المصرية. كان من أهل العلم والتواضع،