للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليه مدار الفتوى بالديار المصرية، باشر نيابة الحكم بها نحو ثلاث وعشرين سنة، وكان له هيبة في الحكم، مع تواضعه، ولين جانبه.

توفي رحمه الله في يوم الجمعة، رابع عشري شهر جمادى الأولى، سنة تسع وثمانين وثمان مئة، وصُلي عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع الأزهر - رحمه الله، وعفا عنه -.

* * *

٩٣ - زين الدين أبو بكر بن مُزْهر الأنصاريُّ الشافعيُّ، صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالديار المصرية: كان من أهل العلم، والذين باشروا الوظائفَ السَّنية؛ كنظر الإسطبلات، ونظر الجوالي، ووكالة بيت المال، ونظر الجيوش بالمنصورة بالديار المصرية.

ثم استقر في وظيفة كتابة السر في دولة الظاهر خشقدم، في أوائل سنة سبع وستين وثمان مئة، واستمر إلى حين وفاة الظاهر خشقدم، وباشرها في دولة الظاهر إيلباي، والظاهر تمربغا، إلى أن استقر الملك الأشرف قايتباي في السلطنة، واستمر به، وعلت كلمته في المملكة، وعظُمت هيبته، وانتهت إليه رئاسة المملكة، وصار عزيزَ مصر.

وكان - رحمه الله - عنده التواضع لأهل العلم، والتّأدّب في حقّ الفقراء، وكان طلبة العلم يحضرون مجلسه، ويتذاكرون بين يديه، وكان فيه احتمال، وعدم مفاجأة بالكلام السّئ، وكان له صدقات وإحسان، وعمَّر مدرسة بالمدينة الشريفة - على ساكنها أفضل الصلاة والسّلام -