يوم الأحد، مستهل جمادى الأولى من السنة المذكورة، ثم عزل قاضي القضاة ولي الدين الأسيوطي في مستهل رجب سنة ست وثمانين وثمان مئة - كما تقدم في ترجمة القاضي زين الدين بن مزهر -، واستمر إلى أن توفي في أوائل سنة إحدى وتسعين وثمان مئة.
وكان له معرفة بصناعة القضاء والشهادة، ويعرف خطوط الشهود، وإذا وقف على مستند عرف إن كان حقًا أو مفتعلًا، وكان عنده توقف في الأمور، وعدم تجاسر في الأحكام، وأمر نوابه أن لا يحكم أحد منسم بحكم مطلقًا إلا بعد عرضه عليه، وكتابة خطه على المستند المحكوم به - رحمه الله، وعفا عنه -.
* * *
٩٥ - قاضي القضاة برهان الدين اللقاني الراهيم بن محمد، اللقانيُّ المالكيُّ شيخُ الإسلام: باشر نيابة الحكم بالديار المصرية، وتصدى للكتابة على الفتوى، وإشغال الطلبة بالجامع الأزهر، ثم ولي قضاء قضاة المالكية بالديار المصرية، عوضًا عن قاضي القضاة سراج الدين عمر بن حُرَيز المالكي في شهر صفر، سنة سبع وسبعين وثمان مئة، وباشر الحكم بشهامة، وكان قامع المبتدعين، ثم عزل في مستهل رجب، سنة ست وثمانين وثمان مئة - كما تقدم في ترجمة القاضي زين الدين بن مزهر -، واستمر إلى أن توفي في أوائل سنة ست وتسعين وثمان مئة - رحمه الله، وعفا عنه بمنه وكرمه -.