للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ست وثمانين، وتوفي في شوال، سنة ثمان وأربعين ومئة بالمدينة، ودفن بالبقيع في قبر أبيه (١) محمد الباقر، وجدِّه علي (٢) زين العابدين، وعمّ جدِّه الحسنِ بنِ عليٍّ - رضي الله عنه -، فلله درّه من قبرٍ ما أكرمه! وأمّه أُمُّ فروةَ بنتُ القاسمِ بنِ محمد بنِ أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.

* * *

١١١ - أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي: وزيرُ هارون الرشيد، كان من علو القدر ونفاذ الأمر، وقوة الهمة، وعظم المحل، وجلالة المنزلة عند هارون الرشيد بحالةٍ انفرد بها، ولم يشارَك فيها.

وكان سمح الأخلاق، طلق الوجه، ظاهر البشر.

وأما جوده، وسخاؤه، وبذله، وعطاؤه، فكان أشهر من أن يُذكر.

وكان من ذوي الفصاحة، والمشهورين باللَّسَن والبلاغة، وتفقه على القاضي أبي يوسف الحنفي، ووقَّع إلى بعض عماله - وقد شكي به إليه -: كثر شاكوك، وقلَّ شاكروك، فإما اعتدلْ، وإما اعتزل.

وكان جعفر متمكّنًا من الرشيد، وبلغ من علوِّ المرتبة عنده ما لم يبلْغه سواه، حتى إن الرشيد اتخذ ثوبًا له زيقان، فكان يلبسه هو وجعفر جملة، ولم يكن للرشيد صبرٌ عنه.


(١) في الأصل: "أبي محمد"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (١/ ٣٢٧).
(٢) في الأصل: زيادة "بن".