للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان الرشيد - أيضًا - شديد المحبة لأخته العباسة ابنة المهدي، وهي من أعز النساء عليه، ولا يقدر يفارقها، فزوَّجها لجعفر ليحِلَّ لهما أن يجتمعا فقط من غير أن يَقْرَبها، فتزوجها على هذا الشرط.

ثم تغير الرشيد عليه وعلى البرامكة كلِّهم آخرَ الأمر، ونكبهم، وقتل جعفرًا، واعتقل أخاه الفضل، وأباه يحيى إلى أن ماتا.

واختُلف في سبب تغير الرشيد، فقيل: إن سببه: أن جعفرًا دخل بعباسة خفية، وكانت هي السبب في ذلك، وحملت منه، وأتت بولد، ولما خافت ظهور الأمر، بعثت به إلى مكة، فلما بلغ الرشيدَ ذلك، قصد الحج، وتوجه إلى مكة، وبحث عن هذا الأمر، فوجده صحيحًا، فأضمر الشرَّ للبرامكة.

وقيل: إن الرشيد سلَّم إلى جعفرٍ يحيى بنَ عبد الله بنِ الحسين الخارجَ (١) عليه، وحبسه عنده، فخدعه يحيى، فأطلقه جعفر، وبعث معه مَنْ أدلَّه إلى مأمنه، فكان ذلك سببًا لتغير الرشيد.

وقيل غير ذلك.

وقتل الرشيد جعفرًا بموضع يقال له: الغمز (٢) من الأنبار، في يوم السبت سلخ المحرم.

وقيل: مستهل صفر سنة سبع وثمانين ومئة.


(١) في الأصل: "الخارجي"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (١/ ٣٣٤).
(٢) في "وفيات الأعيان" لابن خلكان (١/ ٣٣٧): "العُمْرُ".