للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن أعجبِ ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها: ما حكاه محمد بن غسان: أن عبد الرحمن القاسمي قال: دخلت على والدتي في يوم نحر، فوجدت عندها امرأة في ثياب رثَّة، فقالت لي والدتي: أتعرف هذه؟ فقلت: لا، قالت: هذه عتابة أمُّ جعفرٍ البرمكي، فأقبلتُ عليها بوجهي، وأكرمتُها، وتحادثنا زمانًا، ثم قلت: يا أم جعفر! ما أعجبُ ما رأيتِ؟ قالت: يا بني! لقد أتى عليَّ عيدٌ مثلُ هذا، وعلى رأسي أربع مئة وصيفة، وإني لأَعُدُّ ابني عاقًّا لي؛ لعدم إنصافه لي، ولقد أتى علي هذا العيدُ، وما أملك إلا جلدَ شاتين، أفترش أحدَهما، والتحف بالآخر.

قال: فدفعت لها خمس مئة درهم، فكادت تموت فرحا بها، ولم تزل تختلف إلينا حتى فرَّق الموت بيننا.

* * *

١١٢ - أبو الفضل جعفر بن الأفضل (١) بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، المعروف بابن حِنْزابة: كان وزير بني الإخشيد بمصر مدَة إمارة كافور بملك مصر، ولما تولى كافور الملكَ، استقلَّ به، ثم انقلب عليه الأمر، واستتر مرّتين، ونُهبت دوره في أيام كافور.

وكان عالما، ومحبًا للعلماء، ويملي الحديث بمصر وهو وزير.


(١) في "وفيات الأعيان" لابن خلكان (١/ ٣٤٦): "الفضل".