للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَلَقَدْ أَجُرُّ البُرْدَ (١) فِي وَادِي القُرَى ... نَشْوَانَ بَيْنَ مَزَارِعٍ وَنَخِيلِ

ففعل الرجل ما أمره به جميل، فما فرغت البيتان، حتى خرجت بثينة كأنها بدر قد بدا في دُجُنَّة، فاستخبرته، فاخبرها بالحال، وأخرج حلَّته، فلما رأتها، صاحت، وصكَّت وجهها، واجتمع نساء الحي يبكين معها، ثم قالت:

وَإِنَ سُلُوِّي عَنْ جَمِيلٍ لَسَاعةٌ ... مِنَ الدَّهْرِ مَا حَانَتْ وَلَا حَانَ حِينُهَا

سَوَاءٌ عَلَيْنَا يَا جَمِيلُ بْنَ مَعْمَرٍ ... إِذَا مِتَّ بِأْسَاءُ الحَيَاةِ وَليِنُهَا

قال الرجل: فما زلت باكيًا أكثر من يومين.

* * *

١١٦ - أبو القاسم الجُنيد بن محمد بن الجنيد، الخزَّازُ القواريريُّ، الزاهدُ المشهور: أصله من نهاوند، ومولده ومنشؤه العراق، وكان شيخ وقته، وفريد عصره، وكلامُه في الحقيقة مشهور مدوَّن، وتفقه على أبي ثور صاحبِ الشافعي، وقيل: بل كان فقيها على مذهب سُفيان الثوريِّ.


(١) في الأصل: "الهود"، والمثبت من "وفيات الأعيان" (١/ ٣٧١).