وكتب الوزير إلى الخليفة يستأذنه في قتله، وأرسل الفتاوى بذلك، فأذن المقتدر في ذلك، فضُرب ألف سوط، ثم قُطعت يده، ثم رجله، ثم قُتل، وأحرق بالنار، ونُصب رأسه ببغداد، وكان قتله في شهر ذي القعدة، سنة تسع وثلاث مئة.
* * *
١٢٨ - الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا: الحكيمُ المشهور: كان أبوه من أهل بلخ، وانتقل إلى بخارى، ثم تولى العمل بقرية يقال لها: خرمين (١) من قرى بخارى، فولد بها أبو علي المذكور.
وانتقل الرئيس بعد ذلك في البلاد، واشتغل بالعلوم وحصَّل الفنون، ثم رغب في علم الطب، وتأمل كتبه، ففاق فيه الأوائل والأواخر في أقل مدة، وأصبح فيه عديمَ القرين، وسنُّه - إذ ذاك - ستَّ عشرة سنة، وانتقلت به الأحوال حتى تولى الوزارة لشمس الدولة، وصنف كتبا في فنون شتى، وله رسائل بديعة، وهو أحد فلاسفة المسلمين، وله شعر، منه: