أبي جعفر المنصور، ثم وَزَرَ له بعد أبي أيوب المرزباني، وكان كثير الميل إليه، حسن الاعتماد عليه.
قال له يوماً: يا ربيع! سل حاجتك، قال: حاجتي أن تحب الفضلَ ابني، فقال له: ويحك! إن المحبة تقع بأسباب، فقال له: قد أمكنك الله من إيقاع سببها، قال: وما ذاك؟ قال: تُفْضِل عليه، فإنك إذا فعلت ذلك، أحبك، وإذا أحبك، أحببته.
وقال له المنصور يوماً: ويحك يا ربيع! ما أطيبَ الدنيا لولا الموت، فقال له: ما طابت إلا بالموت، قال: وكيف ذاك؟ قال: لولا الموت، لم تقعد هذا المقعد، قال: صدقت.
وكانت وفاة الربيع في أول سنة سبعين ومئة، وقيل: إن الهادي سَمَّه، وكان مرضه ثمانية أيام، وإنما قيل لجده: أبو فروة؛ لأنه دخل المدينة وعليه فروة، فاشتراه عثمان - رضي الله عنه -، وأعتقه وجعل يحفر القبور، وكان من سبي جبل الخليل - عليه السلام -، وقطيعة الربيع التي ببغداد منسوبة إليه، وهي محلة كبيرة مشهورة، أقطعَها له المنصور.
* * *
١٤٩ - أبو المقدام رجاء بن حَيْوَة بن جَرْوَل الكِنْدي: من العلماء، وكان يجالس عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -.
وذكر عنه: أنه بات ليلة عنده، وهمَّ السراج أن يخمل، ولعله في أيام خلافته، فقام إليه رجاءُ ليصلحه، فأقسم عليه عمر لَتقعدنَّ، وقام هو