فأصلحه، قال: فقلت له: تقوم أنت يا أمير المؤمنين؟ ! فقال: قمت وأنا عمر، ورجعت وأنا عمر.
وكان عبد الملك بن مروان حين حضر إلى بيت المقدس، وأمر ببناء القبة على الصخرة الشريفة، أرصد للعمارة مالاً كبيراً، يقال: إنه خَراجُ مصر سبع سنين، ووضعه بالقبة الكائنة في قبلة الأرض المكشوفة أمام القبة من جهة المشرق، وجعلها حاصلاً، وهي من ناحية الزيتون، ووكَّلَ على صرف المال في عمارة المسجد والقبة وما يحتاج إليه رجاءَ ابنَ حيوةَ المذكور، وضم إليه رجلاً يدعى: يزيد بن سلام.
ويقال: إن عبد الملك وصف ما يختاره من عمارة القبة وتكوينها للصناع، فصنعوا له وهو ببيت المقدس القبة الصغيرة التي هي شرقي قبة الصخرة التي يقال لها: قبة السلسلة، فأعجبه تكوينها، وأمر ببنائها كهيئتها.
ثم إن رجاءً صرف المال في ذلك، فلما كمل وتم، أرسل إلى عبد الملك يخبره أنه فضل من المال مئتا ألف درهم، فأعاد الجواب عليه وعلى يزيد: هي لكما جائزة نظير ما حصل لكما من المشقة، فكتبا إليه: نحن أولى أن نبيع حلي نسائنا، فضلاً عن أموالنا، ونصرفه في عمارة هذا المسجد الشريف، وما قبلا ذلك، فأمرهما أن تسبك وتفرع على ظاهر القبة.
ثم بعد انتقال الخلافة إلى الوليد انهدم شرقي المسجد، ولم يكن في بيت المال حاصل، فأمر بضرب ذلك، وإنفاقه على ما انهدم منه.