للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المأمون دسَّ عليه خادمه غالب المسعودي الأسود بسرخس، ومعه جماعة، وقتله مُغافصة يوم الجمعة، ثاني شعبان، سنة اثنتين ومئتين، وعمره ثمان وأربعون سنة، ومات والد الفضل سهل سنة اثنتين - أيضًا - بعد قتل ولده بقليل.

٣٠٩ - أبو العباس الفضل بن مروان، وزيرُ المعتصم: [و] هو الذي أخذ له البيعةَ ببغداد، وكان المعتصم يومئذٍ ببلاد الروم، وفوض إليه الوزارة يوم دخوله بغداد، وهو [يوم] السبت، مستهل رمضان، سنة ثماني عشرة ومئتين، وخلع عليه، وردَّ أمورَه كلَّها إليه، فتغلب عليه بطول خدمته، وتربيته إياه، واستقل بالأمور، وكذلك فعل في أواخر ولاية المأمون، وكان نصراني الأصل، قليل المعرفة بالعلم، حسن المعرفة بخدمة الخلفاء، وكان قد حبس يومًا لقضاء أشغال الناس، ورفعت إليه قصص العامة، فرأى في جملتها ورقةً مكتوب فيها:

تَفَرْعَنْتَ يَا فَضْلُ بْنَ مَرْوَانَ فَاعْتَبِرْ ... فَقَبْلَكَ كَانَ الفَضْلُ وَالفَضْلُ والفَضْلُ

ثَلاَثَةُ أَمْلاَكٍ غَدَوْا لِسَبِيلِهِمْ ... أَبَادَتْهُمُ الأَقْيَادُ وَالحَبْسُ وَالقَتْلُ

وَإِنَّكَ قَدْ أَصْبَحْتَ فِي النَّاسِ ظَالِمًا ... سَتُودِي كَمَا أَوْدَى الثَّلاثَةُ مِنْ قَبْلُ