وأما الثلاثة الذين تقدموا، وهم: الفضل بن يحيى البرمكي، والفضل بن الربيع، والفضل بن سهل، فلما وقف على هذه الأبيات، استدعاه، واعتذر إليه، وقضى حاجته.
ثم إن المعتصم تغيَّر عليه، وقَبَض عليه في رجب، سنة إحدى وعشرين ومئتين، ولما قبض عليه، قال: عصى الله في طاعتي، فسلَّطني عليه.
ثم خدم بعد ذلك جماعة من الخلفاء، ثم توفي في ربيع الآخر، سنة خمسين ومئتين، وعمره ثمانون سنة، وأخذ المعتصم من داره لما نكبه ألفَ ألفِ دينار، وأخذ أثاثًا وآنية بألف ألف دينار.
٣١٠ - الفُضيل بن عياض بن مسعود بن بشر، التميميُّ، الطالقانيُّ الأصل، الزاهدُ المشهورُ: أحد رجال الطريقة، كان في أول أمره شاطرًا، يقطع الطريق بين أَبِيْوَرد وسَرَخْس، وكان سبب توبته: أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، سمع تاليًا يتلو:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد: ١٦].
فقال: يا رب! قدْ آن.
ثم صار من كبار السادات.
ومن كلام الفضيل: إذا أحب الله تعالى عبدًا، أكثر غَمَّه، وإذا أبغض عبدًا، أوسعَ عليه معيشته أو دنياه.