أحمد بن حنبل بالعراق، وصدقه بن الفضل بخراسان، وزيد بن المبارك باليمن. قال: حج الوليد بن مسلم، وأنا بمكة فما رأيت رجلًا أحفظ للحديث الطويل، وأحاديث الملاحم منه، وكان أصحابنا في هذا الوقت يكتبون ويطلبون الآراء، فجعلوا يسألون الوليد عن الرأي ولم يكن يحفظ. قال: ثم حج علينا وأنا بمكة، وإذا هو قد حفظ الأبواب، وإذا الرجل حافظ متقن قد حفظ. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ٤٢١.
وقال أيضًا: حدثني أبو بشر بكر بن خلف. قال: قال الحميدي. قال لنا الوليد بن مسلم: إن تركتموني حدثتكم عن ثقات شيوخنا، وإن أبيتم فسلوا نحدثكم بما تسألون.
وقال أيضًا: سمعت الحميدي يقول: جئت في يوم الصدور، والوليد في مسجد منًى وعليه زحام كثير، وجئت في آخر الناس، ودفعت بالبعير وعلي بن المديني يجيبه، فجعلوا يسألون ويحدثهم ولا أفهم. قال: فجمعت جماعة من الكثير وقلت لهم جلبوا، وأفسدوا على من بالقرب منه. قال: فجعلوا يصيحون ويجلبون ويقولون: ألا نسمع؟ وجعل علي يقول: اسكتوا نسمعكم. قال: فاعترضت وصحت, ولم أكن حلقت بعد من الشعر. قال: فنظر إليّ علي ولم يثبتني. قال: لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما أرى. قال: فتفرقوا ولم يحدثهم بشيء.
وقال أيضًا: وسمعت إبراهيم بن المنذر. وقال: قدمت البصرة فجاءني علي بن المديني. فقال: أول شيء أطلب أخرج إليّ حديث الوليد بن مسلم. فقلت: يا ابن أم، سبحان الله وأين سماعي من سماعك؟ فجعلت آبى ويلح. فقلت: أخبرني إلحاحك هذا ما هو؟ قال: أخبرك الوليد رجل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم، وتقع عندكم الفوائد لأن الحجاج يجتمعون بالمدينة من آفاق شتى، فيكون مع هذا بعض فوائده ومع هذا بعض. قال: فأخرجت إليه فتعجب من كتابته، كاد أن يكتب على الوجه.
وقال أيضًا: وسألت هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم؟ فقال: