للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب هو كاشف الاختلاف، وقد تكون المخالفة بين راو وكتاب شيخه، أو كتاب أحد تلامذته، وربما وقعت المخالفة بين الراوي وكتابه هو.

وكل هذه الصور شحنت بها كتب النقد، فكان لهذه الوسيلة أثرها البالغ جدا في معرفة الصواب من روايتين جاءتا عن راو واحد، أو أكثر من روايتين.

قال ابن المديني: «قلت لعبدالرحمن -يعني ابن مهدي-: إن الزهري روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الضحك في الصلاة، قال عبدالرحمن: حدثني رجل أنه رأى هذا الحديث عند ابن أخي ابن شهاب في كتب الزهري: عن سليمان بن أرقم، عن الحسن ... » (١).

وجاءت الحكاية من وجه آخر عن ابن المديني، وفيها أن الذي رآه في كتاب ابن أخي الزهري هو عبدالرحمن بن مهدي نفسه (٢).

وقد رواه يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أخي الزهري كذلك، وجاء عن الزهري من وجهين آخرين ذكر سليمان بن أرقم، والحسن، وبسليمان أعله النقاد، فإنه متروك الحديث، فالزهري ربما أسقطه، وربما أسقط الحسن أيضا (٣).

وروى شريك بن عبدالله، عن عاصم بن عبيدالله، عن عبدالله بن عامر،


(١) «الجرح والتعديل» ١: ٢٦٠.
(٢) «الكامل» ٣: ١٠٢٩، و «سنن الدارقطني» ١: ١٦٦، ١٧١، و «سنن البيهقي» ١: ١٤٧.
(٣) «الرسالة» ص ٤٦٩، و «العلل ومعرفة الرجال» ١: ٦٧، و «الكامل» ٣: ١٠٢٦، و «سنن الدارقطني» ١: ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>