كتاب مقارنة المرويات

الفصل الثالث: الرسم التوضيحي لأسانيد الحديث - الفصل بين الأسانيد - ج: 1 - ص: 89

رواية شعبة، وفيها ذكر عبدالله بن نافع بن العمياء.

ومما ينبغي التنبه له في قضية الأسانيد المعلقة ما يوجد من أسانيد تبدو لأول وهلة أنها معلقة غير موصولة, بسبب الفصل بينها وبين الإسناد الموصول أولا بالمتن, فيساق الإسناد أولا بدونها, فيظنه من لم يتمعن فيه أنه معلق.

وقد وقع هذا كثيرا في «صحيح البخاري» فيظنه بعض الشراح أو غيرهم من تعليقات البخاري, ويضطر ابن حجر في شرحه للكتاب إلى التنبيه على أنه موصول (١)، وربما ذكره على الاحتمال الراجح (٢).

ومن أمثلة ذلك في غيره ما رواه أحمد قال: «حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبدالله, قال: أخبرنا شعبة، عن الحكم, عن ميمون بن مهران, عن ابن عباس: «أنه نهى عن كل ذي ناب من السباع, وذي مخلب من الطير»، قال: رفعه الحكم، قال شعبة: وأنا أكره أن أحدث برفعه، قال: وحدثني غيلان, والحجاج, عن ميمون بن مهران, عن ابن عباس, لم يرفعه».

ذكر أحد الباحثين رواية غيلان بن جامع , والحجاج بن أرطاة, وعزاها إلى «مسند أحمد» ونبه إلى أنها معلقة, والصواب أنها موصولة بالإسناد المذكور قبل, فأحمد يرويه عن عتاب, عن عبدالله بن المبارك, عن شعبة, عن غيلان, والحجاج.

---

(١) «فتح الباري» ١: ١٩٦، ٣٧٤، ٥٢٢، ٢: ١٩، ٥١، ١٦٦، ٤٨٥، ٥١٥، ٣: ٥، ٥: ٢٣٩، ٢٦١، ٦: ١١٣، ٤٤٢، ٦١٤.
(٢) «فتح الباري» ٦: ٢٤٥.