للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساعة التي اختار الله لها -أو فيها الصلاة- قال: فمسح رأسي, وبارك علي، وأعجبه ما قلت» (١).

القرينة الثالثة: الثبات والاضطراب عند رواة الاختلاف:

إذا اختلف الرواة على شيخهم فينبغي تأمل رواية كل وجه عنه، والتأكد من ثبات من روى الوجه أو اضطرابه في روايته هذه، فإذا كانت النتيجة ثبات راوي أحد الأوجه, واضطراب راوي الوجه الآخر، فإن رواية من ظهر من روايته أنه ثابت لم يضطرب مقدمة على رواية من اضطرب, فتكون هي الراجحة والأخرى مرجوحة.

ولهذه القرينة صور متعددة, منها أن يتردد في نفس الرواية فيقول: كذا, أو كذا.

ومنها أن يختلف عليه, فيروي عنه بعض أصحابه على صفة, وبعضهم على صفة أخرى، قد تكون صفة أخرى عن شيخه في هذا الاختلاف، وقد تكون على صفة خارج الاختلاف الأول عن شيخ آخر.

ومنها أن يخالف الراوي في أول الإسناد -مثلا-، ثم يخالف مرة أخرى في مكان آخر في الإسناد, أو يخالف مرة أخرى في المتن, مما يدل على أنه لم يتقن هذا الحديث, فتعددت مخالفاته واضطرب فيه.


(١) «مصنف ابن أبي شيبة» ٢: ١٤٣، وانظر: «علل الدارقطني» ٧: ٢١٢، و «فتح الباري» لابن رجب ٥: ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>