يرويه له مرسلا، وعلى خطأ من ذكر أنسا، فإنه لو كان عند أبي قلابة عن أنس لبادر بذكره حين سئل عنه.
الأمر الثاني: المتابعات للمدار ومن فوقه في غاية الأهمية بالنسبة للترجيح في الاختلاف على مدار ينظر فيه الباحث, فالمتابعات للمدار ومن فوقه قد تتظافر فيقطع بخطأ الوجه الآخر, وقد تعدم تماما فيفقد الترجيح شيئا من قوته من هذه الجهة, وبين تظافر المتابعات وانعدامها درجات أخرى بحسب عدد الطبقات التي توجد فيها المتابعات.
وهذا الكلام يسري في جميع أنواع الاختلاف, وسأكتفي بمثالين في كل منهما زيادة في متن الحديث ضعفها النقاد بالنظر في المدار والرواة عنه, وفي إحداهما زيادة ترجيح بالمتابعات للمدار ومن فوقه.
فالأول الحديث الماضي في المبحث الثالث من هذا الفصل, وهو حديث أبي معاوية, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة في صفة غسله - صلى الله عليه وسلم - من الجنابة, فقد زاد فيه أبو معاوية على جميع أصحاب هشام في آخره: «ثم غسل رجليه»، ولا توجد متابعات لهشام عن أبيه, ولا لعروة عن عائشة, يتأكد بها ترجيح عدم حفظ هذه الزيادة.
ومثلها في هذا الحديث زيادة وكيع لفظ: «ثلاثا» في غسل اليدين.
والثاني حديث أبي هريرة في (ولوغ الكلب في الإناء) , فقد رواه علي بن مسهر, عن الأعمش, عن أبي صالح, وأبي رزين, عن أبي هريرة, وزاد فيه علي: «فليرقه».