٢ - قد يكون في الوجه الراجح قبل المدار ضعف في جهة ما من جهات التضعيف، كأن يكون راويه عن المدار أو من دونه متكلما فيه، أو معروفا بالتدليس، أو يكون قد اختلف عليه فثار احتمال أن يكون قد اضطرب، ويكون الحكم برجحانه مبنيا على أنه -مع ما فيه من كلام- أحسن حالا من إسناد الوجه المرجوح إلى المدار.
وهذا كله ليس بجديد على الباحث، إذ هو قد توصل إليه، واستفاد منه حين نظره في الاختلاف على المدار، إذ النظر في الرواة المختلفين من أهم ما يقوم به الباحث للوصول إلى نتيجة في الاختلاف عن المدار, كما تقدم شرح ذلك في المبحث الثاني من الفصل الثاني من هذا الباب.
وكذلك الطرق إلى رواة الأوجه عن المدار, لا بد أن يكون الباحث قد فرغ منها, كما تقدم شرحه أيضا في المبحث الثاني من الفصل الثالث من هذا الباب.
والمقصود هنا أن يأخذ الباحث هذا بعين اعتباره في حكمه النهائي على الوجه الراجح إلى المدار.
ومثال ذلك هنا أن أبا بكر بن عياش روى عن الأعمش, عن عطاء, عن ابن عمر مرفوعا:«إذا تبايعوا بالعينة, واتبعوا أذناب البقر ... » الحديث (١).
ورواه يحيى بن العلاء الرازي، عن الأعمش, عن مجاهد, عن ابن عمر.
سئل أبو زرعة عن هذا الاختلاف, فرجح الوجه الأول, وقال: «وهذا
(١) «مسند أحمد» ٢: ٢٨ , و «أطراف الغرائب» حديث (٣١٣٠).