للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية موسى بن أعين نحو رواية زائدة، إلا أنه لم يذكر مجاهدا، ولفظها: «قال سليمان (يعني الأعمش): وحدثنيه سلمة بن كهيل، والحكم، بمثل ذلك عن ابن عباس» (١).

ومن دقائق هذه القرينة أن يخالف راو في إسناد الحديث أو متنه, ثم يوجد عنده أو عند شيخه أو من فوقه هذا الإسناد أو المتن في حديث آخر, فيترجح أنه لم يضبط, وأن تلك المخالفة انتقلت إليه من ذلك الحديث، خاصة إذا كان بين الحديثين شبه في جهة ما.

ومن أمثلة ذلك أن مسلما روى من طريق أبي معاوية, عن هشام بن عروة، عن أبيه, عن عائشة قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ... » الحديث، وفي آخره: «ثم غسل رجليه».

ثم رواه من طريق جرير بن عبدالحميد, وعلي بن مسهر، وعبدالله بن نمير, ووكيع، عن هشام بن عروة، ونص مسلم على أنه ليس في حديثهم ذكر غسل الرجلين.

ثم أخرج مسلم من طريق عيسى بن يونس، ووكيع, وأبي معاوية, عن


(١) «سنن النسائي الكبرى» حديث (٢٩١٦) , وانظر أمثلة أخرى للترجيح بهذه القرينة في: «علل ابن أبي حاتم (٢٦) ,» (١٠٣٤) , (١٠٤٢) , (١٦٦٨) و «علل الدارقطني» ٢: ١٠٥، ٢٣٥, ٦: ١٠٥, ٣: ٢٤٥, و «القراءة خلف الإمام» للبيهقي ص ١٤٢, و «الفصل للوصل» ١: ٢٩٧, و «تحفة الأشراف» ١: ٧٨ - ٧٩, ٥: ٣٢٠, و «هدي الساري» ص ٣٦٣, و «فتح الباري» ١٠: ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>