للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل أم سليم تنظر إلى جارية، فقال: شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبيها» (١).

تعرض أحد الباحثين لهذا الإسناد، ووصفه بأنه حسن، مع أنه قد ذكر رواية حماد بن سلمة، عن ثابت لهذا الحديث، والاختلاف على حماد، وعلى من دونه وصلا وإرسالا (٢)، والراجح عن حماد إرسال الحديث، ولهذا فإن إسناد عمارة لا يستقيم وصفه بالحسن، لمخالفته أثبت الناس في ثابت، وهو حماد بن سلمة.

ولأحمد كلمة في إسناد عمارة تقضي عليه، ولم يقف عليها الباحث، ولهذا لم يوردها، قال مهنا: «سألت أحمد عن عمارة بن زاذان، فقال: صالح، إلا أنه يروي حديثا منكرا، يحدث به عن ثابت، عن أنس: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل أم سليم ... »، قلت له: هذا غريب، قال: فلذلك صار منكرا» (٣).

ونقل الأثرم، عن أحمد قوله فيه: «روى (يعني عن ثابت)، عن أنس، أحاديث مناكير» (٤).

وقد يكون الناقد الذي وقفنا على كلامه هو أحد المختلفين، تراجع عن روايته، فيحسم الاختلاف، وقد تقدم في الفصل الرابع من الباب الأول التنبيه على أهمية الوقوف على ما يجري بين الرواة في عصر النقد عصر الرواية، وثباتهم


(١) «مسند أحمد» ٣: ٢٣١.
(٢) «المراسيل» لأبي داود، حديث (٢١٦)، و «المستدرك» ٢: ١٦٦، و «سنن البيهقي» ٧: ٨٧.
(٣) «إكمال تهذيب الكمال» ١٠: ١٦.
(٤) «الجرح والتعديل» ٦: ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>