والاستعانة برواية من هو في طبقة المختلف عليه ومن فوقه في هذه الصورة كثير جدا عند النقاد.
فمن ذلك الحديث الماضي في المبحث الثالث, وهو ما رواه سفيان الثوري، عن أبي الزناد, عن المرقع بن صيفي, عن حنظلة الكاتب, وأن جماعة من النقاد تواردوا على تخطئة الثوري في هذا، والصواب: عن المرقع بن صيفي, عن جده رباح -أو رياح- أخي حنظلة الكاتب.
والشاهد هنا أن البخاري في كلامه على هذا الحديث ذكر أولا مخالفة الثوري لبعض من رواه عن أبي الزناد نفسه, ثم ارتفع إلى طبقة أبي الزناد, فذكر من رواه عن المرقع بخلاف ما رواه الثوري.
قال البخاري: «رباح بن الربيع -أخو حنظلة- التميمي الأسيدي، قال إسماعيل, عن ابن أبي الزناد, عن أبيه, عن المرقع بن صيفي, أن جده رباح بن الربيع -أخا حنظلة الكاتب- أخبره, أنه خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فقال: «الحق خالدا فلا يقتلن ذرية، ولا عسيفا».
وقال عبدالعزيز: أخبرني ابن أبي الزناد, مثله.
وقال المقدمي: حدثنا فضيل بن سليمان، سمع موسى بن عقبة، سمع المرقع، شهد على جده رباح الحنظلي, مثله.
وقال أبو الوليد: حدثنا عمر بن مرقع بن صيفي بن رباح -أخو حنظلة بن الربيع-، سمع أباه, عن جده رباح, مثله.