للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا قال, وما قرره من أبعد ما يكون, ولو وقع هذا لذكره أحدهم مرة، وفي إثباته سماع أبي وائل من علي بهذا الحديث نظر كبير, فهو دليل عدم سماعه منه (١).

الأمر الثالث: حين يقف الباحث على متابعات للمدار ومن فوقه يريد أن يعضد بها أحد الوجهين, أو كليهما, عليه أن يقوم بفحص هذه المتابعات, والتحقق من صلاحيتها للاعتضاد، من جميع الجهات التي يلزم النظر فيها, فينظر في رواة الإسناد, وفي سماع بعضهم من بعض, وينظر كذلك إن كان هناك اختلاف على أحد رواة المتابعات الجديدة, فيلزمه حينئذ النظر فيه, كما ينظر في الاختلاف الأساس معه سواء بسواء.

وأدق من ذلك أن يكون ما يظنه الباحث عاضدا لأحد الأوجه هو المفسر لسبب غلط الراوي لذلك الوجه, كما تقدمت أمثلة ذلك قريبا في المبحث الثالث, ومنها الاختلاف على سفيان الثوري في حديث بريدة بن الحصيب, في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح عدة صلوات بوضوء واحد, فقد رواه جماعة عن سفيان, عن محارب بن دثار, عن سليمان بن بريدة مرسلا, ورواه جماعة آخرون عن سفيان موصولا بذكر بريدة.

وقد رواه سفيان أيضا -ولم يختلف عليه في ذلك- عن علقمة بن مرثد, عن سليمان بن بريدة, عن أبيه موصولا.


(١) «المراسيل» ص ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>