للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فيما بعد، وقد يكون من طريقة بعضهم الكتابة عن الكل، ثم التمييز حين النقد والرواية، كما تقدم شرحه في «الجرح والتعديل» (١).

فمن المهم جدا معرفته أن الناقد قد يكتب حديثا غريبا، وقد يظهر مع ذلك فرحه به واستحسانه له، لكونه ليس عنده قبل أن يقف عليه، وهو مع ذلك يستنكره ويراه خطأ، وما يفعله بعض الباحثين من التعويل على ذلك في تقوية الحديث ليس بجيد.

روى جماعة كثيرون عن أبي نوح عبدالرحمن بن غزوان المعروف بقراد, عن يونس بن أبي إسحاق, عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري, عن أبيه, قصة خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عمه أبي طالب إلى الشام, وفيه طول, وألفاظ منكرة (٢).

قال عباس الدوري بعد أن رواه عن قراد: «ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي نوح، وسمع هذا الحديث أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين, -قال-: وإنما سمعاه من قراد لأنه من الغرائب والأفراد التي تفرد بروايتها عن يونس بن أبي إسحاق, عن أبي بكر بن أبي موسى, عن أبيه» (٣).


(١) «الجرح والتعديل» ص ٢٤٥ - ٢٤٧.
(٢) «سنن الترمذي» حديث (٣٦٢٠) , و «مصنف ابن أبي شيبة» ١١: ٤٧٩ حديث (١١٧٨٢) , و «المستدرك» ٢: ٦١٥, و «دلائل النبوة» لأبي نعيم حديث (١٠) , و «معرفة الصحابة» لأبي نعيم حديث (١٢٥٩).
(٣) «فوائد حديثية» لابن القيم ص ٣٢ - ٣٣، ونحوه في «البداية والنهاية» لابن كثير ٣: ٤٤٠، ومقولة الدوري أخرجها البيهقي في «دلائل النبوة» ٢: ٢٦, والخطيب في «تاريخ بغداد»

١٠: ٢٥٣, وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٣: ٥, دون قوله: «وإنما سمعاه ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>