للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمثالان الأخيران لهما نظائر كثيرة عند الرواة، ويقول الأئمة في نقدهم: «إنما أراد حديث كذا»، يشيرون بذلك إلى انتقاله من حديث إلى حديث آخر قريب منه متنا أو إسنادا, أو «إنما يروى بهذا الإسناد حديث كذا»، ونحو ذلك.

كما في قول معمر لما رجع إلى اليمن فعرف أنه أخطأ حين حدث بالبصرة عن الزهري, عن سالم بن عبدالله بن عمر, عن أبيه: «أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة ... » الحديث, والصواب أنه عن الزهري مرسلا (١) , فقال معمر في توجيه غلطه: «ذهبت إلى حديث الزهري, عن سالم, عن أبيه: «أن غيلان بن سلمة طلق نساءه, وقسم ماله بين ولده» (٢).

ويقولون كذلك: «دخل لفلان حديث في حديث»، فهذه العبارة معناها


(١) تقدم هذا الحديث في المبحث الأول من الفصل الثاني من هذا الباب.
(٢) «تاريخ دمشق» ٥٩: ٣٩٢, وكان معمر يسوق الحديثين جميعا متصلين, وبهذه الطريقة أعله البخاري, ومسلم, وغيرهما, انظر: «سنن ابن ماجه» حديث (١٩٥٣) , و «مسند أحمد» ٢: ١٤, و «العلل الكبير» ١: ٤٤٥, و «شرح معاني الآثار» ٣: ٢٥٣, و «الإصابة» ٨: ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>