المعروف بقصة ذي اليدين, قال ابن عبدالبر:«قد اضطرب على الزهري في حديث ذي اليدين اضطرابا أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته ... ، لا أعلم أحدا من أهل العلم بالحديث المصنفين فيه عَوَّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين، لاضطرابه فيه, وأنه لم يقم له إسناد ولا متنا, وإن كان إماما عظيما في هذا الشأن, فالغلط لا يسلم منه أحد»(١).
ويشار هنا إلى ضرورة تأني الباحث في تصحيحه وجهين رجح حفظهما عن المدار، فيصححهما بعده أيضا، فإن هذا مزلة قدم، قد يزل فيه من ينظر في الاختلاف، ويجتهد في تطبيق قواعده، فيسلك منهج المتأخرين في تصويب كل ما يرويه ثقة، ويتكلف لذلك كما يفعلون.
روى الحميدي، وإبراهيم بن بشار، وعبدالرحمن بن يونس، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن ميمون الخياط، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أمه أم كلثوم، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح»، وفي رواية الحميدي وإبراهيم بن بشار، قول سفيان: أخبروني عن الزهري، زاد الحميدي بعد سياق الحديث: ولم أسمعه من الزهري، وفي رواية عبدالرحمن بن يونس: ولم يسمعه سفيان من الزهري.
(١) «التمهيد» ١: ٣٦٤ - ٣٦٦. وانظر: «سنن النسائي الصغرى» حديث (١٢٢٩ - ١٢٣٢) و «سنن النسائي الكبرى» حديث (٥٦٤ - ٥٦٨)، (١١٥٢ - ١١٥٥) , و «التمييز» ص ١٨٣, و «صحيح ابن خزيمة» حديث (١٠٤٠ - ١٠٥١).