للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بالمرسلات، وكان هذا آخر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قبض»، فجعل موسى الحديث كله عن أم الفضل» (١).

فهذا الجواب يوضح أن الجواب في الموضع الثاني فيه إشكال، لا يستقيم كما هو، وقد مَرَّ عدد من الباحثين على الإسناد الوارد في الجواب، وهو: عبدالله بن صالح، عن عبدالعزيز، عن رجل، ولم يذكروا مصدرا لتخريجه، فالذي يظهر لي أن النسخ من «علل ابن أبي حاتم» وقع فيها خلل في هذا الموضع (٢).

الأمر الخامس: الأئمة المشهورون بالكلام في الأحاديث التي وقع فيها اختلاف، وهو ما يعرف بعلم العلل، هم بعض أئمة الجرح والتعديل، وقد تقدم هناك في «الجرح والتعديل» (٣) من الكلام عن تصنيفهم من جهة طبقاتهم الزمانية، ومن جهة كثرة وقلة ما ورد عنهم من الجرح والتعديل، وكذلك أقسامهم من جهة التشدد والتساهل.

أما ما يختص بعلم العلل فكذلك هم على طبقات، أولاها فيها شعبة، وسفيان الثوري.

ثم تلامذتهما، كيحيى القطان، وعبدالرحمن بن مهدي.


(١) «علل ابن أبي حاتم» ١: ٨٤.
(٢) وانظر أمثلة أخرى لنصوص فيها إشكال فيما يظهر لي: «العلل ومعرفة الرجال» (٢٠١٢)، و «مسائل أبي داود» (١٩٤٥)، و «مسائل إسحاق بن هانئ» (٢١٧٨)، و «علل ابن أبي حاتم» (٣٠٢)، (١٦٨٧).
(٣) «الجرح والتعديل» ص ٣٧٥ - ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>