كان ضعيفا إلا أنه قد تابعه معمر، عن فرقد, عن مرة, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا, ومعمر مقدم على من رواه عن فرقد موصولا, فإنهم وإن كانوا أربعة فإن معمرا يفوقهم في المرتبة».
كذا صنع الباحث, لم يحكم النظر في الاختلاف على فرقد وصلا وإرسالا, ففرقد السبخي ضعيف جدا, والاضطراب منه, والذين رووه عنه موصولا لم يخطئوا عليه, ولو افترضنا أن الراجح عن فرقد هو المرسل لم يصح الترجيح به في الاختلاف على الهيثم بن جميل في تسمية شيخه.
فصنيعه فيه خلط شديد بين النظر في الاختلاف على الهيثم بن جميل في تسمية شيخه، وبين الاختلاف على فرقد وصلا وإرسالا.
وفي بعض الأحاديث تكون نتيجة النظر في الاختلاف الأساس رجحان وجه واحد عن المدار، فإذا انتقل الباحث إلى الاختلاف الأعلى ترجح عنده حفظ وجهين, وكثيرا ما يكون أحد الوجهين لم يمر أصلا على المدار الأساس، فهو وجه جديد.
فإذا وقع هذا له لم يعد ينظر في راجح ومرجوح بالنسبة لهذين الوجهين، فكلاهما محفوظ، وليس عنده وجه راجح، وعليه فطريقة النظر في هذين الوجهين لا تدخل معنا في هذا المبحث، إذ هي حالة ليس فيها وجه واحد راجح، وسيأتي كيفية النظر في حال وجود وجهين راجحين أو أكثر في المبحث التالي.
ومن أمثلة وجود وجهين راجحين عن مدار أعلى ما رواه المعتمر بن