جريرا غلط فيه, فثابت لم يروه أصلا, وإنما رواه حجاج الصواف, عن يحيى بن أبي كثير, عن عبدالله بن أبي قتادة, عن أبيه, وقد حدث به حجاج في مجلس ثابت, فظن جرير أنه مما سمعه من ثابت, ومع خطأ جرير فليس هناك جادة سلكها وتركها غيره, وإنما يكون ذلك لو كان الصواب فيه مثلا أنه عن ثابت, عن عبدالله بن أبي قتادة, عن أبيه, فرواه جرير, عن ثابت, عن أنس.
ثانيا: زيادة راو أو أكثر في الإسناد، وحذفه:
إذا زاد بعض الرواة راويا أو أكثر في الإسناد، وأسقطه بعضهم، فرواية من زاده راجحة، ورواية من أسقطه مرجوحة، ومردّ ذلك إلى السهولة والوعورة، فحذفه من الإسناد أسهل للحفظ، فمن ذكر الزيادة فقد حفظ، إذ سلوكه للطريق الوعرة يدل على حفظه.
فوجه ترجيح قبول الزيادة هو أن حذفها أسهل للحفظ، وذكرها يحتاج إلى مزيد حفظ وتيقظ. فمن ذكرها فروايته أرجح.
قال ابن القطان في تقرير ترجيح الزيادة في الإسناد: «المحدث إذا روى حديثا عن رجل قد عرف بالرواية عنه والسماع منه، ولم يقل: حدثنا، أو أخبرنا، أو سمعت، وإنما جاء به بلفظة (عن)، فإنه يحمل حديثه على أنه متصل، إلا أن يكون ممن عرف بالتدليس، فيكون له شأن آخر.
وإذا جاء عنه في رواية أخرى إدخال واسطة بينه وبين من كان قد روى الحديث عنه معنعنا، غلب على الظن أن الأول منقطع، من حيث يبعد أن يكون