للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك كذلك، أصبح من العسير جدا تحديد أنواع للاختلاف في المتون يقال للباحث إن عليه أن يهتم بها، فكل ناظر في الحديث يريد أن يستدل بلفظ منه عليه أن يسبر ألفاظ الرواة في الموضع الذي يريد أن يستدل به (١).

مثال ذلك حديث أبي هريرة مرفوعا: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار ... » الحديث (٢).

فالواو في قوله: «يتعاقبون» شغلت النحاة وشراح الحديث، فالقاعدة هنا حذف واو الجماعة، والفاعل «ملائكة»، وعند جمع طرق الحديث، والنظر في أسانيده ومداراته، ينصب نظر المخرج على هذه الجملة «يتعاقبون»، وكيف رواها رواة الحديث، وهل اتفقوا أو اختلفوا؟

ومع هذا فهناك أنواع من اختلافات المتون ظاهرة لكل أحد، يحسن ذكرها ليقاس عليها غيرها.

[النوع الأول: القول والفعل]

ومن أمثلته: ما رواه الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مضمضوا من


(١) انظر: «إحكام الأحكام» لابن دقيق العيد ٢: ١٩٨، و «نظم الفرائد» ص ٢٥٨، و «توجيه النظر» ص ٣١٢.
(٢) «صحيح البخاري» حديث (٥٨٦٨)، و «صحيح مسلم» حديث (٢٠٩٣)، و «سنن أبي داود» حديث (٤٢٢١)، و «سنن النسائي» حديث (٥٣٠٦)، و «مسند أحمد» ٣: ٢٢٣، ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>